الذكرى الرابعة لاستشهاد البطل محمد حسين عشال

أنور الصوفي

محمد حسين عشال رجل ملأ الأرجاء شموخاً، تقلد العديد من المناصب فكان أهلاً لها، جمعتني به مواقف مشرفة، لم أكن أعرفه، ولم يكن يعرفني، ولكننا تواصلنا به ذات يوم ليسهل لنا معاملة أحد المرضى ليسافر للعلاج في الخارج، فجاء على الموعد وتابع وكأنه يتابع لقريب له، لم أصدق ما رأيته، ولكن بعد جلوسي معه وجدته رجلاً متواضعاً، ومحباً للخير، جلست مع كبار السن وتحدثنا عن أسرة آل عشال فوصفوهم بالخير، والكرم، والتعاون، فعلمت أن الشهيد محمد حسين عشال طيب المنبت، أصيل النسب.


جمعتني به بعد ذلك مجالس في منزله في حي التلفزيون بصنعاء، فرأيت الناس يترددون عليه ليقضي لهم حاجاتهم، ويشفع لهم عند المسؤولين، فلم يرد أحداً، ولم يجاف أحداً، وجدته رجلاً شجاعاً مقداماً، فعندما يتحدث تفوح من بين حروف كلماته معاني الشجاعة ، فكلما حدثه أحدهم عن موقف من المواقف التي مرت به، يتحدث عنها بشجاعة مهابة ومحاطة بحكمة، وهذا هو ديدن الكبار الذين لا يتسرعون في حسم أية مشكلة إلا بعد دراستها من جميع النواحي، فالشهيد محمد حسين عثمان عشال حكيم من حكماء اليمن.


بعد استشهاد البطل محمد حسين عشال افتقدت المنطقة لبطل من أبطالها، وحكيم من حكمائها، ومصلح من مصلحيها، فرحم الله الشهيد البطل محمد حسين عشال.


محمد حسين عشال من القيادات النادرة التي افتقدها الوطن، فالشهيد تقلد منصب وكيل لمحافظة أبين، ووكيل لمحافظة ذمار، وعضو مجلس الشورى، وكان من خيرة من عمل في هذه المناصب، وهذا ليس بغريب على هذا البطل، فأسرته أسرة قيادة منذ أبيه حسين عثمان عشال، مروراً، بالهيثمي عشال، وأبوبكر عشال، وعبدالله سعيد، وعلي حسين، وعلي أبوبكر، وغيرهم من القادة والأبطال من هذه الأسرة الكريمة.


أربع سنوات مرت منذ رحيل الشهيد، ومازالت سيرته العطرة مدرسة نتعلم منها في ميدان السياسة والشجاعة والإقدام، أربع سنوات مضت منذ أن ترجل فارس من فرسان الشجاعة والحكمة، والدهاء السياسي، ومازلنا نحسه بين أظهرنا، فرحم الله محمد حسين عثمان عشال.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...