العميد النوب نجح فبعثروا نجاحاته فقدم استقالته

أنور الصوفي

هذه هي أبين لا يستمر الناجحون فيها طويلاً، ولا تدوم فرحة أبنائها بكوادرهم، فلقد استفاق الوسط الأمني في محافظة أبين على خبر غير سار، فالنوب يقدم استقالته، ويتم قبولها بسرعة البرق، فتظلم الحياة في وجوه أفراد أمن أبين، فندبوا حظهم العاثر، ولسان حالهم، أفكلما تنفست أبين الأمن كتمتم أنفاسها؟! أفكلما نجح كادر من كوادرها، حاربتموه؟! لعل هذا هو حال أبين طوال مراحل نضالها، ولعل هذا قدرها، ولكن العميد الخضر النوب قدم استقالته عندما رأى نجاحاته تُبعثر، وعندما أحس بعدم تفهم القيادة لمسيرته الأمنية في المحافظة فقدم استقالته، وهذه الخطوة محسوبة له، ولكن كان بقاؤه خير من ذهابه، ولكن لعل الأيام تخبئ لأبين الخير مع مدير أمنها الرجل الذي يحبه الجميع، ولعل الأيام تخبئ لعميد أمن أبين النوب الأفضل في مجال عمله، فلربما رأيناه في منصب أرفع، ويليق به كرجل متواضع لم يغلق بابه يوماً أمام أحد.


العميد الخضر النوب مسيرة رجل حقق الأمن في محافظة أبين، أعاد هذا القائد مراكز الشرطة للعمل، بعدما فقدت كل شيء، ولكنه عمل بصمت، ودون ضجيج لعودة أمن أبين، فكان جزاؤه النكران، فقدم استقالته وهو شامخ مرفوع الرأس، وهكذا هم الناجحون، والأبطال لا ينظرون لمصلحة خاصة، لو مست هيبتهم، ومُسَّ مركزهم، فهذا هو النوب لم يرضَ بالتدخل في شؤون أفراده، لهذا ذهب مرفوع الرأس، رابط الجأش، مبتسماً كعادته.


أبو مشعل الكازمي خير خلف، لخير سلف، فالاثنان مستقيلان من منصبيهما، فبعد أن قدم الأول استقالته من نائب لأمن عدن، حل خلفاً لمدير أمن أبين الذي قدم استقالته، فالاثنان من أبناء أبين، والاثنان شابان متطلعان نحو النجاح، الكازمي نجح في أمن عدن، فوقفوا في طريقه فقدم استقالته، ونتمنى ألا يجابه بنفس المصير في محافظته. وكذلك النوب نجح في قيادة أمن أبين فوقفوا في طريقه فقدم استقالته، ولعل القيادة السياسية قد وجدت للنوب منصباً يليق به ككادر نزيه.


اليوم أبو مشعل الكازمي تبوأ منصباً جديداً خلفاً لمنصبه السابق، فهل سيكون النوب في منصب أرفع لما كان عليه؟ فالناجحون يجب أن نتمسك بهم، وألا نبعد الكوادر عن قيادة الوطن، والعميد الخضر النوب من الكوادر المشهود لها بالنجاح، والتواضع الجم، فتمسكوا به، ولا تطيلوا بقاءه خارج القيادة، فالرجل يحمل كاريزما القائد الناجح، والمتواضع، فهل سنراه قريباً في منصب يليق به كقائد أمن ناجح؟


العميد الخضر النوب، وأبو مشعل الكازمي القاسم المشترك بينهما أنهما قائدان مستقيلان، وهذا يدل على أنهما حران، لا يركعان لغير الله، وكذلك هما قائدان شجاعان، ومتواضعان، وما أجمل الشجاعة عندما يخالطها التواضع، وكذلك الاثنان هما من أبناء أبين، ولهما رصيد كبير من حب الناس، فبالتوفيق للاثنين، وتحية عسكرية خاصة للعميد الخضر النوب.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...