حيدرة محمد يكتب: شيوخ وغلمان

حيدرة محمد

لتصور الأولي عن موقف وتصور حزب الإصلاح تجاه دور الأشقاء في التحالف العربي وخصوصا مايتعلق بتداعيات (الانسحاب الإماراتي) والهجوم الإعلامي الإصلاحي الشرس والذي مازال يشنه البعض من ناشطي وإعلاميي حزب الاصلاح ضد دولة الامارات قد لايكون في مجمله موقفا سياسيا مسؤولا يعبر عن موقف الحزب وقياداته المعتبرين .. وتصوير (الانسحاب الجزئي) للقوات الإماراتية وإعادة تموضعها بالنصر المؤزر للحزب من قبل بعض إعلاميه وناشطيه يفتح الباب على مصراعيه لإثارة الكثير من التساؤلات حول توجهات وسياسة الحزب المثير للجدل والذي لم يحفل حزب يمني بما حفل به من اهتمام ومتابعه إقليميه ودوليه على مر تاريخ هامش التعددية الحزبية في اليمن !


ومن أبرز تلك التساؤلات التي لا يمكن قفلها أن انسحاب القوات الاماراتية ليس الأول من نوعه إذ سبق وإن انسحبت ومن معقل الحزب نفسه في مأرب قبل أربعه أعوام ونيف من اليوم بعيد استهدافها بصاروخ بالستي أطلقته المليشيات الحوثيه واسفر عن مقتل مايقرب عن 55 ضابط وجندي اماراتي في أكتوبر من العام 2015م .. ولولا إسناد ودعم وتقدم القوات الإماراتية لما تحررت مأرب ولظلت تحت سيطرة الحوثيين .. وممالاشك فيه ان قيادات الإصلاح لايمكنها إنكار ونفي هذه الحقيقة وانه لولا استبسال وإقدام القوات الإماراتيه مع مقاتلي الإصلاح ومجاميع القبائل باتجاه مأرب في شهر سبتمبر 2015م لما عادوا من منافيهم ليحكموا مأرب !


ومن التساؤلات التي لا يمكن قفلها ان الانسحاب الإماراتي مؤخرا كان انسحابا نوعيا وبحسب تقارير صحفيه غربيه تحدثت عن انسحاب نوعي اعتمد على إعادة تموضع بطاريات صواريخ الباتريوت الإماراتية واستبدالها بسعوديه وللمرة الثانية ايضا من مأرب المعقل الأهم للحزب وهذا بحد ذاته مؤشر على تغير أولويات التوجه الإماراتي خاصة وأن حزب الإصلاح استطاع  أن يكسب ولاء القبائل في مأرب لصالحه عقب تحريرها وهو ماشكل حائط صد أمام إستراتيجية القوات الاماراتية والتي كانت تطمح لتطبيق استراتيجيها على غرار أنموذج النخب والاحزمه الأمنية في المناطق المحررة .


والتساؤل الذي يبرز وبقوه هو هل تعي قيادات الحزب أن هكذا انسحاب نوعي قد يؤثر بشكل سلبي ويؤدي الى ضعف منظومة التصدي الدفاعية لهجمات المليشيات الحوثيه الصاروخية وهو مايجعل معقل الحزب وقياداته وقواته عرضه للخطر في أي لحظه بعد سحب الاماراتيين لمنظومتهم الدفاعية الصاروخية من مأرب ! والتساؤل الأكثر أهميه ترى ماهي الفائدة التي تعول عليها قيادات الإصلاح في الرياض من هكذا خطاب اصلاحي معارض ينافي التوجه العام الإصلاحي وتحالفه مع التحالف العربي تحت لواء الشرعية الدستورية ! 


غير أن صمت شيوخ الحزب في الرياض على خطاب غلمان الحزب في مأرب وانقره والدوحة يشي بنوع من التماهي المعتمد تكتيكيا على توزيع الأدوار وتبادلها وهو مايعني أن هناك اتفاقا بين أجنحته لخلط الأوراق وإرباك الخصوم والذهاب لما هو أبعد في إظهار حالة التباين المتسع مع أفرع الدوحة وانقره أمام الرأي العام .. وهي الحالة التي مازالت قائمه فيما يشبه الانشقاق الغير معلن للكثير من أعضاء وكوادر الحزب البارزين والذين يتبنون خطابا معاديا لشيوخ الحزب وتحالفهم مع الشرعية والتحالف العربي برمته وليس فقط ما يتعلق بموقف قيادات الحزب في الرياض ومأرب وتوجساتهم من الدور الإماراتي وشيطنتهم له !

مقالات الكاتب