ماتت قلوب المسؤولين.. ماتت من الرحمة

أنور الصوفي

العيد على الأبواب، ولسان حال المواطن يردد قول شاعر العربية، أبي الطيب المتنبي: عيد بأية حال عدت يا عيد، بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديد.


فالعيد يحتاج لكساء جديد، وكبش فريد، وبعد العيد ستأتي مدارس، وزي مدرسي، ودفاتر، وحقائب، ورسوم، ومصروف المدرسة، فماذا سيكون حيل هذا المواطن؟! فلقد هدوا حيله.


ماتت قلوب المسؤولين، فذاك يشفط رواتب جنوده، وذاك يسرق حقوقهم، وآخر يلطش مخصص الكهرباء، وصاحبه يلطش مخصص الطرقات، وحتى علاج السكر لحسوه، وكل مسؤول يلهط قدامه، والمواطن يدرج رأسه بينهم


المسؤولون هذه الأيام رايح جاي، واحد جاي من السعودية، وواحد شارد مصر، وواحد يطلب الله في أنقرة، وآخر في أبوظبي، والمواطن فاتح لقفه يتفرج عليهم، ولكنه يتابع أخبارهم، فعندما تجلس معه يرص لك أخبارهم فرداً فرداً، فيقول لك: ذاك شل عياله مصر، وآخر استقبل بهم الرياض، وصاحب أبوظبي سرحهم هناك، وصاحب أنقرة اتجه بهم صوب الترك، وليش كل هذه الحركة هذه الأيام؟! قالوا: الوضع ما يطمن، طيب وكيف بالنسبة لنا؟ كيف بالنسبة للمواطن؟ هل ستتركونه لتأكله صراعاتكم؟


أيها السادة سأقولها لكم بالصراحة، المسؤولون لا يبالون بالمواطن، فهم يمنون عليه بالراتب، وهم يأكلون وبالبارد، وبالملايين، فلو تم تخصيص مخصص السفريات حق عيال المسؤولين لهذا الشهر، لإنقاذ المواطن من طفح المجاري، ومن شحة المياه، لعملت لنا أفضل المشاريع.


أيها السادة: هل تصدقون أن عدن بلا ماء؟ وأن أبناءها يرتصون في المساجد لجلب الماء؟ عدن، عدن، عدن تلك المدينة التي كانت لا تعرف انقطاع الماء والكهرباء اليوم بلا ماء، والكهرباء ساعتين بساعتين، إي والله إن عدن تعاني من شحة المياه.


يا جماعة عندما تسمعون المسؤول هذه الأيام، سارح مروح من دولة إلى دولة، هل تحسون أنه سيأتي لكم بخير كما كان عليه الوضع من سابق؟


المسؤولون هذه الأيام يشبهون المسؤولين زمان في ربطة العنق فقط، والابتسامة الصفراء، ورفع الصوت في الخطاب الكاذب، فالأمن معدوم، والماء معدوم، والكهرباء معدوم، والنظافة معدومة، إلا مياه الصرف الصحي فإنها موجودة وفي كل شارع وزقط.


هذا عيد، عيد، عيد، لكم الذيم، نشتي لحمة، ونشتي كسوة، ونشتي نفرح أولادنا في الدراهين، مش في منتجعات شرم الشيخ، ولا في تركيا، ولا دبي، ولا غيرها من المنتجعات التي لو ذكرنا اسمها ربما تطالبونا برسوم ذكرها، عيد عيد هل تعلمون أيش عيد؟ يعني نظموا الحياة، وفروا المشتقات، نظموا الشوارع، ارموا خلافاتكم بعيداً عنا، فالمواطن تعب، وتحمل بما فيه الكفاية، ولكن رغم ذلك نقول ونحن أكثر سعادةً منكم: آنستنا يا عيد.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...