استمرت دولة المؤسسات بالعمل بوفاة الرئيس التونسي وماذا عن اليمن ؟؟

محمد علي السقاف

أعلن عن وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ٩٢ عاماً في هذا اليوم من ٢٥ يوليو ٢٠١٩  رحمه الله ووفق نص الدستور يتولي رئيس مجلس النواب كرئيس مؤقت للبلاد

هذا المحامي البارز مثل رفيقه السابق الحبيب بورقيبة قاد تونس بحكمة وبجدارة محلياً وأقام 

علاقات جيدة مع زعماء العالم العربي والغربي

وبقية دول العالم وبنفس اُسلوب استمرارية عمل دولة المؤسسات حصل ايضا في الجزائر بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حل محله رئيس مجلس النواب الجزائري في هذه الفترة الانتقالية

السؤال لماذا لم يحدث عندنا الشئ نفسه في الجنوب ولاحقاً في اطار الجمهورية اليمنية ؟؟

علي مستوي الجنوب ورثت بريطانيا كفرنسا مؤسسات الدولة الكاملة والمكتملة  ومع ذلك لماذا الانتقال من فترة ما قبل وبعد الاستقلال تعثرت في الجنوب ونجحت في الجزائر وتونس ؟؟ اليس ذلك ذات علاقة بطبيعة النخب التي تولت الحكم وهي في معظمها نخب غير متعلمة وغير مؤهلة علميا وثقافيا وسياسياً مما أدي الي فشلها في ادارة الدولة

الجنوبية وبسبب عدم نضوجها وجهلها كانت علاقاتها سيئة مع دول الإقليم والعالم الخارجي باستثناء علاقتها بدول المعسكر الاشتراكي ! الم ينتج عن ذلك العجز الثقافي والعلمي ان ضاعت مكانة عدن والجنوب وبروز نماذج اخري لم تكن   لديها حينها ذات قيمة

تذكر  وتوفقت عنها بعد ذلك مثل ماليزيا وسنغافورة و الإمارات وسلطنة عمان ؟

ما ميز الجنوب الذي ورث مؤسسات الدولة بعد الاستقلال عن اليمن الشمالي الذي لم يرث غير التخلف من العثمانيي والإمامة كيف أضعنا نحن ذلك الميراث ومن كان السبب في ذلك ؟؟؟

وفي اطار الوحدة التي تمت دون ترتيب وتاني الم يؤدي ذلك الي تمكن النخب الشمالية عير المتعلمة مقارنة  بقيادات الجنوب متوسطي التعليم والخبرة ان تنجح بتطويقهم وإبعادهم عن السلطة بل استطاعوا احلال نماذج  مؤسساتهم البدائية المؤسسات الموروثة من بريطانيا ؟ في حين ان تطلعات اليمنيين اعتقدوا ان الوحدة ستورثهم مفهوم الدولة ومؤسساتها وأصبح الجنوب هو الوريث اللادولة السائد في الشمال

وقد يقال ان ماحدث الان في الجزائر وتونس  عرفته اليمن حين جاءت شرعية جديدة بالرئيس هادي بديلا عن شرعية صالح

ولان جذور التخلف عميقة تم الانقلاب علي الشرعية الجديدة  وأصبحت هناك شرعية دستورية بجانب شرعية الامر الواقع في صنعاء

في الخلاصة الا يكون سبب الاختلاف الرئيسي والجوهري بين تحارب تونس والجزائر  واليمن

يعود الي الاختلاف العميق في نوعية النخب الحاكمة والسياسة بينهما ام لأسباب  فرعية اخرى ؟؟  والسؤال الأهم هل ملامح المستقبل علي مستوي القيادات والنخب التي تطمح بحكم الجنوب سيكونون افضل من نخبه السابقة ام مثلهم او ربما اسوء منهم ؟؟؟

مقالات الكاتب