حيدرة محمد يكتب: تبابعة وأتباع الجزء الأول

حيدرة محمد

حكم إمامي واستعمار بريطاني ,شمال وجنوب , رجعيه وتقدم ورجعيون وتقدميون ,ثوار قبليون وثوار وطنيون , جبهة قوميه وجبهة تحرير , يمنيون أحرار ومشائخ انتهازيون وسلاطين مترفون , حاكم زيدي ثيوقراطي وحاكم انجليزي تكنوقراطي وبين الفريقين شعب دمره التخلف يضم ألوف المقاتلين واللصوص المرتزقه ,  أميون لايجيدون القراءه والكتابة وليسوا أكثر من هواة يتقنون ببراعة صناعة الموت مقابل حفنه عفنه من المال لكل مقاتل يحمل رأسه على كفه ويقاتل دفاعا عن سيده في كل المراحل التي حكم فيها الأتباع وطن وشعب التبابعه .

جمهوريه ملكيه ناصريه وجمهورية قوميه شعبويه , سلال في الشمال وشعبي في الجنوب , قبائل مدفوعة بأموال "زرقاء اليمامه" وعسكر فاسدون يوالون "زعيم الكنانه" ورفاق انشغلوا بهلوكست تطهير الثورة من رفاقهم الثوار , اضطرابات هنا وتوترات هناك وفجأة كبا الأتباع كبوة لم يأخذوا حيطتهم لها جيدا فسطع نجمان يزنيان أصيلان , أصلاء لا وكلاء , تبابعة حقيقيون خرجوا من أواسط آلام شعبهم الغائب عن الحقيقة والوعي , نجم سطع من دلتاء أبين ونجم سطع من مروج بعدان وتنفس الشعب الصعداء وقال حيا على العمل , بناء وتطوير وإصلاح وتعمير , استقلال وسيادة وسلطة قرار لا يدنس ولا يمس باالتبعية والاملاء الخارجي وحلم التوحد بين الشعبين والدولتين والنظامين على أسس علميه صحيحة  يؤرق حفيدي سيف بن ذو يزن , إلا أن " الغورلاء الحلوب " كان لها رأيا آخر , قتل الأول بالخنجر وقتل الثاني وحوصر بالدبابات والمدرعات والهوزر .

وصعد ألقتله الى سدة الحكم , التابع "فتئ زبيبه" والتابعون وعلى رأسهم من ألبسوه قميص دم عثمان وإن كان اشطرهم , جثم التوابع وحكموا , نصف عقد من الزمان جثموا ولم يدر بخلد التابع الأحمر أن التوابع السمر سيختلفون مع التابع لأشطر وسعرت النار من قعر عدن وأشاعوا ان إسرائيل غزت أرض التبابعه اليزنيون وقتلوا بعضهم بعضا جرما بطريقه لم تجرؤ إسرائيل على فعلها , لم يدم العرض طويلا فقد كان البأس الشديد فيما بينهم كفيل بحسم المعركه وهرول التوابع الجدد المنتصرون إلى سدرة منتهى قصر "سيد الأتباع" وحدويون عرابيون إلى النخاع وسبتمبريون أكثر من كونهم اكتوبريون وأقروا بحميريتهم السبئيه على وقع نشوة سيفونية "ياجماهير سبتمبر وأكتوبر" وأذاعوا النبأ واعذروا وانذروا بالويل والثبور لمن أبى .

وحدويون لا جنوبيون لا شماليون كلنا يمنيون , هكذا كانوا يهللون وبالقصر المدور رفعوا العلم المسطر , توابعا نصبوا عليهم تابعا أضمر لهم حتفهم في يوم وحدتهم .

 وبعد سنون تباينات ومعارضات واختلافات واغتيالات ومواجهات ودوت صافرات الإنذار في كل مكان واندلعت الحرب ولم يكد يجف بعد حبر وثيقة "ألا عهد وألا اتفاق" . وتوالت الأخبار قبل الانهيار وصدق "الناصري" والعيان لم يكا يوما كالخبر .

 وسقطت عاصمة الحديد والنار ودثينه وحضرموت إلى آخر الدنيا .

وخيم الوجوم في لحظه فارقه من التاريخ أثبت فيها التابع الكبير للتوابع الحميريون الصغار أو لنقل اليزينيون لا يهم ايآ كان انتسابهم الذي تتحكم به تاريخيا حالة الطقس الناتجة عن حسابات السلطة والمناصب , أثبت لهم أن هزيمتهم الحقيقية كانت يوم خسروا قائدهم التابع الأمهر المشرد بدمشق .

مقالات الكاتب