فليرحل «راجح»..!!

قيل في الأثر : ( على قدر أهل العزم تأتي العزائم ) .. وقليلون جدا هم اولو العزم في هذه البلاد ممن سخروا أنفسهم وجهودهم وأوقاتهم في سبيل مواجهة سيل التحديات والازمات التي تعصف بالوطن، والإنتصار للبسطاء من ابنائه من خلال خدمتهم، وتذليل الصعوبات والعراقيل والمعوقات التي تنغص حياتهم.


الشيخ راجح سعيد باكريت - محافظ محافظة المهرة .. أحد أولئك القلة الذين منحهم الله قوة العزيمة والارادة، والتي بفعلها استطاع وفي ظل هذه المرحلة بالغة التعقيد، ان يتفوق على كل اسلافه من المحافظين الذين تعاقبوا على ادارة السلطة بالمهرة طيلة العقود الماضية، حيث تمكن وهذا ما بات يعرفه الجميع - ان يُحدث نقلة نوعية في هذه المحافظة المنسية رغم إعصاري «موكونو ولبان» اللذان احدثا دمارا هائلا في شتى مديريات المحافظة، ورغم كثرة العراقيل والمشكلات التي يفتعلها أولئك العملاء من أدوات قطر وايران بهدف خلق الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار.


ما يثير الاستغراب ويدعو للتعجب ان نجد البعض من اولئك العملاء ممن حولوا انفسهم الى دمى خرساء تدار وتحرك وتسير من قبل اعداء الوطن في الخارج - يطالبون اليوم وبكل وقاحة ودونما خجل برحيل الشيخ راجح باكريت، رغم ادراكهم المسبق ان «٩٩٪» من سكان المهرة صاروا يعتبرونه بمثابة المنقذ الذي سخره الله لهم في هذه المرحلة الصعبة والشائكة، ليجنبهم ويلاتها وازناتها وكوارثها التي حولت حياة السواد الاعظم من اليمنيين الى جحيم.


من هنا نقول لهم: ليرحل «راجح»: لأنه تصدى للحكومة بكل هيلمانها ورفض التفريط بممتلكات ومقدرات المهرة، وتوريد ايراداتها الى غير ابناءها وقال بالفم المليان: المهرة اليوم ليست كالأمس.


ليرحل «راجح»: لانه استطاع ان يوفر مولدات الكهرباء لكافة مناطق ومديريات المحافظة والتي حرمت منها طيلة العقود الماضية، وكافح البطالة في المحافظة من خلال توظيف المئات من حملة المؤهلات العملية وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة من ابناء المهرة وساكنيها.


ليرحل «راجح»: لأنه عمل ولا يزال يعمل بصمت وتفان وإخلاص ، وبعيداً عن الأضواء وذلك في سبيل اقامة المشاريع الخدمية، واعمار وترميم ما دمرته الاعاصير، تحقيق كل ما من شأنه توفير حياة آمنة وكريمة لابناء المحافظة بشكل عام.


ليرحل «راجح»: لأنه حقق الأمن والاستقرار في المحافظة، واحبط كل مشاريع الفوضى والتخريب، وجنب اهلها ويلات الحروب والانقسامات، وجعل منها حاضنة لكل اليمنيين بمختلف مشاربهم ومناطقهم يتعايشون فيها بكل طمأنينة وسلام. 


ليرحل «راجح»: لأنه إهتم بالشباب بإعتبارهم ثروة وقادة المستقبل، وبالتالي قدم لهم ولا يزال كل الدعم والتسهيلات التي تمكنهم من مواصلة تعليمهم ودراساتهم بعيدا عن اية منغصات .. وعزز مفاهيم التعايش والمساواه في اوساط ابناء المهرة وجعلهم انموذجا يحتذى به في التلاحم والاصطفاف الوطني.


ليرحل «راجح»: لأنه حقق وانجز وبنى وشيد للمهرة وخلال اقل من عامين فقط، مالم تناله او يتحقق لها على مدى خمسة عقود من الزمن .. وهذه هي الحقيقة التي صار جميع المهريون يرددونها، الا ان غالبيتهم يتحاشون المجاهرة بها نظرا للآلة الاعلامية المعادية التي صارت تعتبر كل من يقف الى جانب السلطة المحلية ويناصر الحق عدوا لها.


ختاما: نقول لن يرحل «راجح» لأنه رجل المرحلة المنشود، ولأن كل المهريون صاروا معه، ولأنه وحده يدرك طبيعة متطلبات المرحلة واولوياتها، والقادر على استكمال ارساء دعائم الدولة وتحقيق النظام والقانون في المحافظة، وتجنيبها اخطار ومؤامرات ودسائس العملاء، ولأنه اثبت انه رجل دولة بكل ما تعني الكلمة من معنى، ووحدهم رجال الدولة واولي العزم من يصنعون التغيير ويحققون التنمية ويشيعون مفاهيم المحبة والتعايش والسلام، اما المليشيات فلا يأتي منها سوى الشر.