في غيابكم يا أبا محمد أضاعت السيول طريقها

أنور الصوفي

زرت أبين نهاية هذا الأسبوع، ولم أرَ بن حسين يتفقد قنوات الري في دلتا أبين، وصلت السيول، ولم يصل محافظ أبين الذي اشتاقت إليه أبين، وافتقدته تلك المحافظة الطيبة، لم يصل من كان يتفقد حتى قطرات الغيث عندما تسقط على محافظته، فكان يتفقد سيولها، ليوصلها لكل المزارعين، ولكل المزارع في الدلتا.


عندما غاب محافظ أبين انشغل غيره برفع الرايات على المباني الحكومية، وعلى قارعة الطريق، غبت أيها الرجل الطيب، فافتقدناك، وافتقدك المساكين من أبناء محافظتك، افتقدتك أبين كلها، افتقدتكم مشاريعكم الدالة على جهودك.


نهاية هذا الأسبوع زرت الدلتا، ومررت بالمنطقة الوسطى، ورأيت توجيهاتكم مازالت فعالة، فالطرقات التي شرعت في تأهيلها في عاصمة المحافظة مازالت مستمرة، تلك الاتفاقيات التي بحثت عنها مع المنظمات، مازال العمل ساري بها، ولكنها بحاجتكم لتشرفوا عليها، العشرة الميجا الخاصة بكهرباء المنطقة الوسطى التي تابعتموها ولكم الفضل بعد الله في اعتمادها، وصلت إلى المكلا، وتعرقل وصولها بسبب بعض الأمور المالية هي بحاجتكم اليوم، لتكونوا في استقبالها، فهذا جهدكم، وهذا عملكم، فيا الله كيف افتقدتكم أبين؟! يا الله كيف غرست هذا الحب في قلوبهم؟! فهذه ثمرة حبكم لأبين، أورثكم حب المساكين.


يا سيادة الأخ المحافظ: لقد نظرت اليوم إلى السيول وهي تمر في هذه المحافظة، وكأنها تسأل عنكم، المشهد هذه الأيام في أبين رائع، والأجواء أجواء خير، وغيث، ولكن المشهد بدونكم ناقص، والصورة لم تكتمل بدونكم، فلقد أصبحتم جزءاً من أبين، فلا تسلو أبين، ولا تفرح إلا بكم، لا تأمن أبين، ولا تنشرح إلا بوجودكم، المشهد في أبين يا أبا محمد ناقص، والصورة عادية في ظل غيابكم، أبين بحاجتكم، أبين تحن إليكم، وتسأل عنكم، حبكم في قلوب الناس المساكين، هم يسألون عنكم، ويتمنون عودتكم، فأنتم لأبين بمثابة الغيث للزرع، أنتم بالنسبة لأبين بمثابة الدم في العروق، فأبين تنادي عليكم، بأن تعودوا.


السيول اليوم وكأني بها تتخبط، وكأني بها تبحث عنكم، لتوجهوها، أبين بحاجتكم، أبين ما صدقت أن تلتقي بمن يحبها، ويخاف عليها، فلا أظنكم ستبخلون عليها، وسنراكم فيها، بإذن الله، ستنتهي كل التداعيات الأخيرة، ستنتهي كل المظاهر المسلحة، ستندفن كل الخنادق الحربية، والمخيمات العسكرية، وستزال كل الكتل الخرسانية من الطرقات، وسنراكم في أبين، وستعود الفرحة، والابتسامة على وجوه البسطاء من أبناء أبين، ستتحقق أحلامهم في كل مشاريعهم التي رسمتها، وأسستها لهم، لا شك أنكم ستعودون، ولا شك أنكم تسمعون هتاف أبين وهو يتردد على مسامعكم، فصورتكم مرسومة في عيون كل البسطاء في بصمات عيونهم يحملونكم، وفي قلوبهم يخبئون لكم كل الحب، وفي صلواتهم يدعون لكم، لتعودوا لتعود ابتسامة أبين، وفرحتها، لتعود مشاريعها، لتنهض، لتعيش الأمن معكم، وفي ظل قيادتكم الحكيمة ستنهض أبين، وسينتهي ليلها الذي تعيشه هذه الأيام، وسيأتي فجرها الندي، ولا نملك إلا أن نقول، ألا أيها الليل الطويل ألا انزاح من على صدر أبين.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...