وماذا عن الزحف على الصحافة ؟

وأنا اتابع النقاش العنصري والعقيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن سكان الجنوب و"زحفهم" نحو الشمال، تذكرت رواية الطيب صالح " موسم الهجرة نحو الشمال" وإن كانت الرواية تروي  حكاية طالب تفوق في السودان الخصيب قبل أن يهاجر إلى بريطانيا يتفوق ، ثم يعود الى بلاده هروبا من العدالة بعد مقتل زوجته .

أعرف لا مجال للمقارنة، فعندنا خرج علينا بعض المنتسبين إلى المهنة ويقولون أن أوبئة تزحف الى الشمال من جنوب البلاد، ونسوا زحف أهل الشمال وسيطرتهم على ثروات الجنوب التي لسوء حظهم لا ينالون منها إلا القليل، فحتى آخر عامل في الحراسة يأتي من الشمال يشتغل في شركات حراسة يسيطر عليها بارونات من الشمال.

ثم منذ متى كان التنقل رغم صعوبته من الشمال الى الجنوب محرما ، خاصة في فصل الصيف الحار أين يعاني سكان الجنوب من جو حارق وانقطاعات للماء والكهرباء التي من دونها لا يمكنهم تشغيل المبردات لتلطيف  جو جهنمي هذه الايام؟ 

ونتهم أمريكا وجنوب افريقيا زمن الابارتايد  بالعنصرية ، ونحن أكبر العنصريين اتجاه مواطنين جزائريين من ذوي البشرة السمراء يشكلون ربع سكان البلاد.

لا أدري إن انت مشكلة تربية وتكوين أم هي مشكلة الإعلام الجزائري بصفة عامة والذي على تنوعه، صار خطرا على لحمة المجتمع  والوحدة الوطنية، بسبب كم الكراهية الذي يتلفظه يوميا المنتسبين إليه، في غياب سلطة ضبط وميثاق اخلاقيات مهنة، فللمفارقة أن سلطة الضبط للسمعي البصري التي عانت زمن وزير الإعلام السابق الذي كان يعرقل مهمتها، بقيت مجرد هيكل لا يقوى على الحراك ، لأن التلفزيونات الخاصة  في الجزائر هي مؤسسات أجنبية تخضع لقوانين أجنبية وليس للهيئة أية سلطة عليها، مما يعني أن هذه ستواصل ضررها ضد المجتمع الجزائري ، في جنوبه كما في شماله.

"الزحف" ، ما أشبعها من لفظة  على لسان من زحفوا على المهنة، أنزلوها إلى الحظيظ وجردوها من رسالتها السامية، بل جعلوها خطرا على البلاد  وعلى أمنها الاجتماعي ، ثم يتهمون سكان الجنوب في حال ما طالبوا بحقوقهم بالعمالة الى الخارج.

لن يتحرك أحد لمجرد تنبيههم لأخطائهم القاتلة، فهناك من هم فوق القانون.

مقالات الكاتب

هنيئا يا جزائر !

كل شيء فيك جميل هذه الأيام يا جزائرنا، انتصارات الفر يق الوطني التي أعادت الأمل للشباب بعد سنوات من...

هلموا إلى الحوار !

لا أدري إن كانت المجاهدة، جميلة بوحيرد، ستقبل أن تكون ضمن الهيئة التي اختارتها منظمات من المجتمع الم...

الهويات القاتلة !

لا بأس أن أستعير من الروائي العالمي، أمين معلوف، هذا العنوان لكتابه "الهويات القاتلة"، لأعبر من خلال...