مقال ل انور الصوفي: إضراب المعلمين عنوانه «إياك أعني واسمعي يا جارة»

من المعلوم أن الحكومة اليمنية الشرعية لا تملك من أمرها شيئاً، ولا تملك من هذا الوطن إلا اسمها، فحتى مكاتبها في صنعاء طردت منها في يوم أسود، وحلت في عدن التي لم تلبث فيها طويلاً، فهربت تحت جنح الليل المظلم، ولم يستقر بها الحال إلا في فنادق الرياض، ورغم ذلك ظلت تحمل اسمها المنحوس الحكومة اليمنية الشرعية، ويا خيبتها من حكومة، فقد باعد الله بين أسفارها، فهي كل مرة في مكان.



هذه المقدمة البسيطة عن حكومة لم يحظ الوطن بمثلها في شقاوتها، وعجزها، فكلها على بعضها حكومة فاشلة، ولو هناك ألفاظ تريدون إضافتها عليها فلا حرج، فحدثوا عن هذه الحكومة، ولا حرج، ولكننا سنتناول في هذه الجزئية وزارة التربية والتعليم هذه الوزارة التي لم تعتن بالمعلم، بل وسخرت من طلباته، ولم تلتفت لإضرابه، ونحن جميعنا يعلم بأنها حكومة فاشلة، وليس لها من الأمر شيئاً، فالترميمات من المنظمات، ورنج جدران المدارس من إحدى دول التحالف، ولهذا جاء إضراب المعلمين تحت عنوان مبطن، وهو: إياك أعني، واسمعي يا جارة، أي إياك أعني يا حكومة، واسمعي أيتها المملكة، ولهذا لم تستلم الحكومة العاجزة طلبات المعلمين، بل تسلمها منهم المندوب السامي البريطاني، عذراً، أعني المندوب السعودي، فهل ستستمع المملكة لطلبات المعلمين، أما الحكومة فلن تستطيع أن توفر للمعلم حتى طباشير اللوح المدرسي.



المعلمون زمجروا، ووصلت زمجرتهم إلى أبواب قصر المعاشق المؤصدة على من فيها، فلم تستجب الحكومة، أقصد لم يستحب معين عبدالملك، لأنه هو الآمر الناهي هذه الأيام، فتوجهت تلك الحشود نحو وزارتهم ليقفوا أمامها، فهي وزارتهم ومن حقهم إغلاقها أمام الفاشلين الذين لم يوفروا للمعلم حقوقه، وقال الفاشلون: إن إغلاق أبواب الوزارة سيؤخر صرف معاشات المعلمين، يا خيبتكم، أتهددون بقطع المعاشات على المعلمين؟! والله لو تأخر معاشهم، لاقتلعوا أبواب معاشق، ولن تجدوا لكم مهرباً من غضبهم، فحذار، حذار من جوعهم، ومن غضبهم.



لله دركم أيها المعلمون، لله دركِ أيتها العقول الراجحة، فهديركم، وإضرابكم، ومسيراتكم، ستنجب لكم حقوقكم كاملة غير منقوصة، فأنتم من يعول عليكم في نهضة المجتمع، واقتلاع الفاسدين، وبكم سيتغير، وجه الوطن، وأقلامنا معكم، وسنظل معكم حتى تنالوا حقوقكم كاملة غير منقوصة، فلا تفرطوا في حق من حقوقكم، وستسمع الجارة بمعاناتكم، وستلتفت الجارة لمطالبكم، فكل شيء بيد الجارة، حتى ثرواتنا معهم، أما الحكومة فلا حول لها، ولا قوة، فاستمروا في المطالبة بحقوقكم، وإن تطلب ذلك اقتلاع الحكومة، فاقتلعوها، ولا حرج.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...