بين سفالة التحالف ونذالة الشرعية : الجنوب دماء تنزف وبطون تجوع

   التاريخ لن يخفي ان لولا الجنوبيين لما كانت هناك شرعية ... فالرئيس هادي تحت ضغط وحصار الحوثيين له في صنعاء كان قد قدم استقالته كتابيا وتراجع عنها بعد خروجه من صنعاء إلى عدن وبالتفاف الجنوبيين من حوله بمختلف شرائحهم ومناطقهم كان التراجع عن الاستقالة وكانت عودة الشرعية ... آنذاك لم يكن الجنوبيين معنيين بهذه الشرعية ولا حتى كانت في بال وخطط احدهم .. بل كان وقوفهم إلى جانب الرئيس بعتباره ابن الجنوب غير مكترثين بشرعيته وكانت المقاومة انطلقت شرارتها تحت رايات واعلام الجنوب .. كانت السيارة (الطقم) التي يقودها اول الشهداء الشهيد الصمدي ترفرف من فوقها راية الجنوب وكانت المقاومة التي قادها الوزير الصبيحي وفيصل رجب ومنصور تحمل اطقمها ومدرعاتها رايات الجنوب ..غادر الرئيس هادي ورفاقه عدن وهي تعيش وناسها اسوى الاحوال .. شهداء يسقطون واحد بعد الاخر دفاعا عن عدن واهلها ... دماء تنزف وبيوت تهدم وابطال يعتقلون واسر تشرد وكل ذلك لم يكن دفاعا عن الشرعية بل كان دفاعا عن الجنوب تراب ووطن ...


  جاء التحالف معلنا عاصفة الحزم ودخوله الحرب ضد المليشيات الحوثية وصالح ونعلم يقينا ان لا السعودية ولا الامارات يهمها مصلحة الشعب بقدرما يهما تأمين شعوبها واستباقا للمد الايراني الذي كان سيطوقهم في حال سيطرة المليشيات على البلاد ... وقامت  طائراتهم بقصف المطارات وشل دفاعات المليشيات الجوية وأعطابها وقصف تعزيزاتهم ، الا ان ذلك لم يكن كافيا لتحقيق انتصارا سريعا على المليشيات مالم يكن هناك قوة على الارض توازي وتزامن ماتقوم به الطائرات من الجو..


  حاولت السعودية وألامارات  توسيع المشاركة في التحالف بقوات مصرية وسودانية وغيرها الا ان ذلك ليس كافيا لأنها ادركت ان صمود جنود المليشيات انما ينبع عن وازعا دينيا ووطنيا .. وكان الجنوبيين ضالت التحالف التي تبحث عنها فمقاومتهم الشرسة للأجتياح الحوثي لبلادهم انما تنبع عن روح وطنية وداعا عن دينهم من المد الشيعي وكان لدول التحالف ما ارادت .. تركت للجنوبيين حريتهم في رفع راياتهم إلى جانب رايات التحالف واوزعت للمخدرين الشليمي والرشيد وال مرعي مهمة الشحن المعنوي وبيع الوهم للجنوبيين عبر شاشات التحالف الفضائية ومنصات التواصل ألاجتماعي.. وبين وهم المخدرين وحلم أستقلال الوطن ورفرفة اعلام الجنوب تم إستغلالهم وقاتلوا بشراسة وبطولة حتى تم تحرير عدن والجنوب وزاد سقف التحالف لإستغلالهم حين أوهموهم ان الجنوب لن يأتي الا من خارج الحدود .. وخارج الحدود يزداد نزيف الدم الجنوبي ويزداد عدد شهدائهم وجرحاهم ويستمر بحثهم عن الوطن خارج الحدود..


  سفالة التحالف اتضحت من بعد تحرير عدن وتتضح اليوم .. فمن بعيد التحرير زادت معاناة المواطن الم فوق ألم شهداء ودماء وفوقها معاناة ومعاناة .. التحالف يضحي بدماء ابنائهم والشرعية تسلخ جلودهم حرارة بقطع الكهرباء وانعدام المياة والنظافة والخدمات ونشر منظومة فسادها وأطلاق كلابها لينهشوا في ماتبقى من لحم على اجسادهم كاللوبي  النفطي وبن دغر زعيمهم الذي حتى لم تسلم عليه اموال عدن المحفوظة بل زاد عليها ايراداتها اليومية والتي يصرفها رواتب ومنح وسفر وسياحة وبذخ للاربعين وزيرا من خلفه ومطبليهم وابواغهم و( قرابيعهم) في القاهرة وانقرة والرياض وفي داخل عدن .. اليوم ابناء عدن والجنوب يموتون جوعا لأعتمادهم على رواتبهم الضئيلة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع بل ارى هناك اطرافا تتلذذ بمعاناتهم ولعل التمسك بحكومة فاسدة يشهد لفسادها القاصي والداني لدليل واضح وفاضح على تلذذهم بذلك ..ولعل التحالف لم يكن احسن من الشرعية تعاملا مع الجنوبيين بل انه اذاقه الامرين حيث ترك منظومة الفساد تعيث في الجنوب فسادا بل وبمقدوره مساندة الناس في جوانب الخدمات وتحسين وضع مدينة عدن ..


   سياسيا توافق طرفا الشرعية والتحالف في ابعاد الجنوبيين عن اي تمثيل في اي مفاوضات سابقة او آتية ومن يظن ان احد من دولي التحالف سيدعم الجنوبيين في هكذا أمر انما هو واهم ولعل العيب يعود ألينا نحن الجنوبيين في عدم مجارات الواقع السياسي وصنع تحالفات اكثر عمقا واستراتيجية وان لا نرضى بأي وصايات مهما كانت الظروف والمحن ..


 الجنوبيين دمائهم تنزف فهل سيقابلها على الاقل سد رمق جوعهم ومعاناتهم ومساندتهم لإعادة وطنهم المسلوب ..

مقالات الكاتب

أكتوبر يا عيد الثورة

 لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...

بعد السكرة !

 خذوها مني بلا يمين يا أن أصحابنا في المجلس الإنتقالي ماهم داريين على أيش وقعوا ، و خذوها مني ب...

السلام من أجل رغيف الخبز

 كافة التقارير الإنسانية الدولية بمختلف مسمياتها تشير إلى أن الوضع الإنساني في اليمن على أعتاب...