مقال ل مصطفى نعمان: هذه الشرعية لن تعود

المعضلة الحقيقية في اليمن ان الادارة الشرعية المناط بها اخلاقيا ووطنيا ادارة البلاد استسلمت للواقع وغادرت المشهد بهدوء وسكينة وتركت البلد لمكونات لا تعترف بها ولا بالدستور القائم.

دعونا من مخرجات الحوار الوطني واتركونا من "مشروع الدستور" ونحوا جانبا "اليمن الاتحادي" ولا تحدثونا عن "المبادرة الخليجية" ولا عن "2216" ولا عن ال "85٪؜"، لانها كلها تحتاج الى شرعية قائمة على الارض لتتعامل معها ولا تتهرب من استحقاقاتها وتسلم امرها الى الخارج ليعيدها الى بلادها بينما هي مسترخية وموزعة في عواصم الارض  مع أسرها وأقاربها.

ان الضجيج حول هذه الوثائق النظرية يجب ان يكون محفزا لمن يؤمن بها كي يدافع عنها والنضال من اجل تنفيذها، والشرط الاول لهذا هو وجودهم داخل البلاد، اما ان يواصلوا معاركهم عبر الواتساب والمصفوفات والمواقع الإعلامية الممولة من المال العام مع خصومهم ومن يعتبرونهم خارجين عن الشرعية فهو التعبير الفاضح عن عدم جديتهم وهزالهم وتاكيدٌ متكرر انهم لن يعودوا.

كيف يمكن اخلاقيا لأي إنسان الدعوة الى مواصلة الاحتراب الإهلي بينما هو ينام في شقة مفروشة بعيدا آلاف الكيلومترات عن البلاد، ويقضي وقته في التسكع في الشوارع دون وخزة ضمير لما ينال الناس في الداخل من معاناة وجوع ومرض وفقر، وعلى الذي يريد استمرار الحرب وعودة الشرعية ان يحزم حقائبه ويعود الى الداخل ويناضل من اي بقعة ارض يستطيع الوصول اليها.

امتدت الحرب لأكثر مما خطط له التحالف وصارت كلفتها البشرية والمادية باهضة على اليمني المحاصر في الداخل والمطارد والمهان في الخارج، ولم يعد هناك ما يبرر استمرارها دقيقة واحدة لانها لن تحقق اكثر مما حققته في أسابيعها الأولي.. ولا اشك ان دول التحالف قد ايقنت ان عليها سرعة مغادرة المستنقع اليمني قبل ان تغرق اكثر في وحله لتلتفت لقضاياها الداخلية المعقدة والمتراكمة والمتزايدة والمتسارعة.

مقالات الكاتب

متى يعود هادي إلى عدن؟

تناولت في مقالي الأسبوع الماضي حجم الآمال التي يعلقها الكثيرون على عودة الحكومة إلى عدن واعتبروها إن...