مقال ل انور الصوفي: أيام في سجن كورونا الضيق

كورونا سجن ضيق، سجن العالم كله، منع الطائرات من الطيران، ومنع السفر بكل أشكاله، أوقف التعاملات النقدية، أغلق الملاعب، والمدارس، والجامعات، وأغلق المساجد، لم يترك شيئاً إلا وأغلقه.

كورونا سجن ضيق، وله أنظمة، وقوانين عجيبة، فعندما تتحرك لا بد لك من غسل يديك، ولا بد لك من تغطية أنفاسك، وكل شيء يجب أخذه بحذر شديد، ابنك ممنوع من تقبيله، وصديقك ممنوع مصافحته، سجن له أنظمة غريبة، وعجيبة، سجن ضم فيه الكبير، والصغير، حتى رؤساء العالم حبسهم في سجنه.


سجن لا ترى أسواره، ولكننا نقبع بينها، ولا نراه، ولكننا نخشى من بطشه، وهجومه، وعدوانه، مهما حاولت التملص من سجنه، تخطفتك كلاليبه، فهو يكتم الأنفاس، وفيه يهرب الكل من الجميع، فلا خادم يخدمك، حتى ابنك، وزوجتك يهربون منك بعيداً، وإن وجدت من يخدمك، وضع لك مأكلك، ومشربك بعيداً، وهرب، يا الله ما هذا السجن المرعب؟!


يا الله ما هذا الرعب الذي حاصرنا من كل مكان؟ فعطسة ترعبنا، وبحة صوت ترهبنا، وسعال يكاد أن يهلكنا، فعند سماعك لسعال ابنك تتدهور أفكارك، وإن عطس أرعبتك عطسته، قلق، وخوف، وترقب لتدهور حالته، فكل دقيقة تلمس جبهته خوفاً من ظهور أعراض حرارة جسمه، فحرارته بالنسبة لك تأكيد للمرعب المسمى كورونا، فيا الله سجن لا نرى أسواره، ولكنه يرعبنا، وضاقت علينا هذه الدنيا بما رحبت، وحاصرنا الخوف من عدو لا نبصره، ولكنه يبصرنا، ويغزونا، ولا نستطيع دفعه، فارفق بنا يا الله، وأزل خطره عنا، وأبعد شره عنا

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...