مؤسسة ألف ،باء مدنية وتعايش ، في ميلادها الثامن.. من مبادرة إلى كيان مؤسسي نحو تواجد إقليمي

منظمات المجتمع المدني ضرورة حضارية  أن تواجد منظمات المجتمع المدني في المجتمع يعتبر مؤشر لنهضة وتقدم  الشعوب ، وتهتم العديد من الدول بتأسيس و دعم تلك المنظمات باعتبارها واجهه حضارية وضرورة ويتم ذلك من خلال إيجاد تشريع وقانون يساعد المنظمات على تحقيق أهدافها و استيعاب رسالتها سواءا الحقوقية أو الاقتصادية أو القانونية أو الثقافية أو البيئية أو التنموية ، و أضيفت لها النفسية ، و معظمها يمزج بين أكثر من مجال مما ذكر ، و يكتنفها البنى السياسية التي تأتي مرافقة لهذه البنى و يساعدها لبناء هيكلها الاداري والمالي غير الربحي .
و في هذا الزخم لم تكن ولادة منظمات المجتمع المدني العراقي ولادة طبيعية وسهلة رغم تاريخ نشأة هذه المنظمات الذي يعود لبدايات القرن الماضي . لقد شهدت الفترة التي أعقبت احداث عام 2003 تأسيس المئات من منظمات المجتمع المدني في عموم العراق مع عدم فعالية بعضها  . ولا يخفى على احد الدور الكبير الذي لعبته المنظمات الدولية التي عملت في العراق بعد التغيير من تقديم يد العون والمساعدة لإعداد كبيرة من المنظمات تمثلت بالتدريب وإعداد كوادر المنظمات في دورات داخل وخارج البلد وتمويل البرامج والأنشطة التي ساهمت  بشكل ملحوظ في بناء هذه المنظمات ، وقليلة هي تلك المنظمات التي تلتزم بالثبات على أسس بناؤها ، وتسعى جاهدة لتحقيق أهدافها و تثابر عضواتها وأعضائها من أجل النجاح و التميز وفقاً للرسالة والغاية التي أنشئت لها .
فهناك منظمات مجتمع مدني يستوجب منا واقع الحال بأن نلفت الأنظار إليها ، لفته إعجاب وتقدير ، فنكتب عنها تقديراً لمواقفها تجاه المجتمع المحيط بها و إمتداداً لمجتمعات بعيدة عنها ، بالتأكيد ليس لكل فئات المجتمع و إنما أخص هنا النساء و الشباب من الجنسين/ النوعين . 
فألف باء مدنية وتعايش لم تكن ولادة طبيعية و سهلة  ، فهي نتاج غضب ساحات الثورة الشبابية المسروقة ، عندما ظهر مبدأ دخيل على عدن تمثل في عدم قبول الاخر و رفض التعايش معه ، ومن أين من رحم ساحة كريتر ، وكريتر  تعني عدن القديمة بحضنها و إحتضانها  للجميع و قبولها لهم ولهن و تعايشهم/ هن رغم كل الاختلافات فيما بينهم / هن  ! 
فلقد شهدت تلك  الفترة  عام ٢٠١١م تأسيس المئات من منظمات المجتمع المدني في عموم اليمن و خاصة عدن ، حيث لم تكن هناك غير أربع أو خمس منظمات مجتمع مدني - أقصد بذاك المسمى - مع عدم فعالية بعضها  . ، إلا أن منظمة أ،ب 
ولدت مبادرة تعايش وهكذا كان أسمها ، "كما عرفت من إحدى المؤسسات لها " ، وهي تستعيد تلك الولادة المتعسرة ليس في الميلاد ، و إنما في الاشارة الى مبدأ التعايش الذي أفتقدته  عدن منذ تلك الأيام وأستمر إلى يومنا هذا متسبب لعدن و أهلها بالالم .
و لان شباب/ات عدن لم يفقدوا /ن تعايشهم /هن الراقي المتميز بالمدنية في حركتهم/هن الشبابية ، لتشجيع أخواتهن لوضع لبنات المبادرة التي أصبحت فيما بعد مؤسسة أ.ب مدنية وتعايش .  
ولاتخفي مؤسسات أ.ب بعد مرور ثمان سنوات من عمر مؤسستهن ، بأنهن كن قليلات الخبرة بعمل منظمات المجتمع المدني ، إلا أن هذه الثمان السنوات من العمر والذي يصادف يوم الجمعة الموافق ٢٦ يونيو ٢٠٢٠م -  يوم ميلاد المؤسسة - قد صقل معرفة وعلم  لابأس بهما عن العمل في منظمات المجتمع المدني ، منذ الابجديات 
إلى الان ، مرورا بالتأهيل و التدريب و أنتهاءا بالممارسة والسلوك ، فكان لهن/لهم نصيب من أسمها في تعايشهن/هم من الآخرين/ات و مدنيتهن في التعامل ، بالطبع كما لا يخفى على احد الدور الكبير الذي لعبته المنظمات الدولية والاقليمية والمحلية الأخرى التي عملت وتعمل  في اليمن بعد التغيير من تقديم يد العون والمساعدة للمؤسسة ، التي بدورها لم تبخل في إتاحة الفرصة للكثير من الشباب/ات والنساء  للدفع بأفراد المجتمع نحو تحقيق التنمية المستدامة له ، ولاعداد كبيرة منهم/هن  بالتدريب والتأهيل لتثبيت وعي قانوني يسعى إلى ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية والمساهمة في بناء دولة حديثة ، والمشاركة في إحترام حقوق الإنسان والتمكين السياسي و الاجتماعي بما يتفق مع أهدافها ،  وإعداد كوادر شبابية لمبادرات جديدة نحو إرساء أبجديات العمل المدني ، ربما تتحول فيما بعد إلى منظمات مجتمع مدني أخرى تحترم التنوع والاختلاف كماهو الهدف الأول لمؤسسة أ،ب مدنية وتعايش ، ومثلما هي قائمة أهدافها المتواضعة الممتنعة .
 لم تبتدل مؤسسة أ.ب طيلة سنوات عمرها من العطاء ، بالرضوخ الى  ظروف الحرب  بتوجيه نشاطتها الى الاغاثة الغذائية مثلما فعل البعض ، فقد أختارت التوقف عن النشاط لفترة مابعد تحرير عدن  - وقلما يتم إختيار كهذا من قبل بعض المنظمات في سبيل إحترام رسالتها و أهدافها . 
ولأن ألف ، باء تتواجد في إطار التعايش و المدنية ، فهي بحاجة ماسة للخوض في قضايا السلام لتحقيق ذلك ، أستأنفت أنشطتها بعد فترة الركود المفروض عليها، بقوة متجددة في أنشطتها لتعزيز رسالتها الواضحة لإستعادة رونق المدينة التي نشأت منها ، في مدنيتها و قبولها  للأخر في قربهم/هن و غربتهم / هن بتعايشهم/هن معا كخطوة أولى بتواجدها في المسار الثاني  من أجل سلام دائم للجميع ، على مستوى محافظات الوطن . 
فمؤسسة أ،ب ليس مجرد شخوص أو شخصيات جمعتهم/جمعتهن صداقة وعشرة عمر ، أنها منظمة مجتمع مدني تستند إلى معايير ، أوجبتها وفرضتها المبدأ الانسانية ، قبل أي شيء أخر ، كحلم ليس مستحيلا ، يمتد محليا إلى أن يتعدى قيد الحدود ، لتصبح مؤسسة إقليمية و أمر كهذا ليس بعيد المنال ، طالما هناك إرادة و مثابرة وإجتهاد ،  أمنياتي للأعوام القادمة بأن يحتفى بألف ، باء في بلد عربي أخر .

عفراء خالد حريري

#مسيرة_عطاء
#عهد_جديد
#الف_باء

مقالات الكاتب