سيادة الأخ الرئيس: إنما أهلك صالح تمسكه بالفاسدين

  أصبح حلم الشعب لقمة تتوافر له كل يوم، وشربة ماء تبلل جفافه فهذا العام عام رمادي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالأمن الغذائي انعدم، وبتنا فاقدين للأمنين، الأمن من الخوف، والأمن من الجوع، فلم نعد نأمن الخوف، ولم نعد نأمن الجوع، والمسؤول الأول عن كل هذا هو أنت يا فخامة الرئيس، فرعيتك تصيح، ويقتلها الجوع والظمأ، فمن تركه الانفلات الأمني ليعيش، أتى عليه الجوع فنهش أحشاءه، وتأمين الشعب من الخوف والجوع من أولى أولوياتكم يا فخامة الأخ الرئيس.


   سيادة الأخ الرئيس: أخرج إلى الناس وقل لهم بصريح العبارة ووضح لهم من هم المخربون، ليتصدى لهم الشعب، قل لنا من يعرقل تصدير النفط والغاز، وقل لنا من يمنع الموانئ من العمل، ومن يعرقل عمل الحكومة، فالشعب لايدري سبب سكوتكم وأنتم ترونه يتجرع الموت، فلم نمر بمثل ما نمر به هذه الأيام، فالراتب لا يأتي بلقمة العيش، وأنتم لم تحركوا ساكناً .


  سيادة الأخ الرئيس أميطوا اللثام عن المعرقلين سواء دول أو أحزاب أو جماعات أو أفراد، اصرخوا وقولوا هذا هو المخرب، ووجه الأجهزة الأمنية للقبض عليه، وادع حكومتكم لتقم بدورها وواجبها بدءاً من وزير الداخلية ليضبط الأمن في عدن والمحافظات المحررة، فعدن فوضى أمنية، وفوضى اقتصادية، وجه بإخراج المعسكرات من المدن،ووجه دول التحالف بعدم التدخل في شؤون عمل المؤسسات والموانئ، ووجه بتصدير النفط والغاز وكل الثروات، وفعِّل دور سلاح البحرية ليحمي الممرات الدولية، ومن يعرقل عملك هذا إن كان دولة من دول التحالف فأصدر قراراً برفع مشاركتها في التحالف، وإن كان حزباً أو جماعة فاكشف عنه، وسيتولاه الشعب.


  سيادة الأخ الرئيس: إن مسؤوليتكم تحتم عليكم الضرب بيد من حديد ضد كل من يتلاعب بمصالح الشعب، فلا تقل لا نريد صداماً مع دولة أو حزب أو جهة أو مكون من المكونات، فعهد الهدنة وطلب رضا طرف على حساب الشعب قد بلغ ذروته، فالشعب اليوم قده يلاطم الجدران بسبب عدم حصوله على رغيف عياله.


  وحد الأجهزة الأمنية، وأية جهة لا تستجيب لقراركم  أعمل على حلها، وامنع تموينها، وسجلها ضمن الجماعات الإرهابية والمتمردة، والله تعب الشعب يافخامة الأخ الرئيس وإن لم تتدارك الأمر فستحل المجاعة، وقد بدأت تجتاح المناطق المحررة التي تشرف على قيادتها بنفسك، وبمساعدة أغنى دول الخليج العربي، إن لم يستطيعوا مساعدتنا، فليتركونا نعيش من ثرواتنا، فخيراتنا كثيرة، ولكنها تحتاج لقرار شجاع ومتابعة منكم شخصياً لتصديرها.


   طفح الكيل يا سيادة الأخ الرئيس الشعب مش لاقي يأكل، الرجال تبكي في المساجد وهي تشحت لقمة عيالها، هل تتوقع هذا؟ نعم لقد حلت المجاعة، والثروات يأكلها السرق، والمشتقات معدومة رغم بيعها بأعلى من السعر العالمي، ولكنها رغم ذلك مقطوعة، الفوضى عارمة، الوطن يهوي نحو المجهول وبمباركة دول التحالف، فماذا تنتظر سيادة الأخ الرئيس؟ علق عمل الدول المعرقلة، وحاسب المقصرين من أحزاب وتجار ومتنفذين، فما أهلك صالح إلا تمسكه بقائمة ال16 وتفريطه في ملايين الشعب، سيادة الأخ الرئيس نعلم مدى جهدكم، وعملكم لتجنيب الشعب هذه الصائقة، ولكن هذا لا يعفيكم، فمد سبابتك وقل هذه هي الدولة المعرقلة، وهذا هو الكيان المعطل، وسيخرج الشعب لاقتلاعه بعد تأشيركم نحوه، سيادة الرئيس هذه نصيحتي لكم، والنصح أغلى ما يباع ويوهب، وسلامتكم.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...