مقال ل احمد السيد (الصامتون)

علمتني الحرب وقسوة ايامها وما تلاها من انتصار وما تلى الانتصار من احداث وجولات ومآسي مستمرة حتى اليوم الصمت ومعنى الانتضار وقيمة الصبر

كنت ومازلت حاضرا" اما بمحض صدفة او لاتصال بالاحداث كطرف في العديد والكثير منها.. عرفت الكثير من الشخصيات التي كانت عنوان لمراحل سابقه وحالية.. ربطتني صداقات وعلاقات ود اجتماعية مع مختلف الاطراف من مختلف التيارات والتخصصات والتوجهات، ولعلي تمكنت بفضلها من استقراء المستقبل القريب في العديد من المنعطفات، وتمحصت من خلالها العديد من الوقائع التي كانت تظهر للعامة بشكل مغاير عما تحتويه بعمقها .. فما معنى دراسة الاعلام ان لم تكن ذو تفكير تحليلي راصد للمعلومة.

في مكان ما تلقى معلومة مجالا" للوصول الى سمعي فاحتفظ بها في ذاكرتي.. لتأتي اخرى تؤكدها من طرف مضاد بيوم اخر ، وتأتي ثالثه ترتبط معها ، ورابعه قد تأتي بعد اشهر لتكمل ربط المعلومات فتتكشف عندي خط سير العديد من الاحداث.

كنت كثيرا" ما احللها لاصدقاء او عبر كتابات.. وكنت اتلقى العديد من الاعتراضات بل والتكذيب في حينها.. قد يصل الامر بعد حين من بعض المقربين الى الاستهزاء بل والهجوم من اخرين حينما تتاخر ملابسات الواقع بالظهور.. لتثبت جديتها وحقيقتها بمراحل وفترات ابعد .. وليكتشف المستهزئون انني كنت بتلك القراءة على حق.

مع طول المراحل وتعدد الاحداث عرفت الكاذب والمنافق والوطني الذكي والوطني الغبي ، وتعرفت على الديكتاتور والمصلحي والمتاجر والباحث عن مكاسب شخصية.. الخ

صرت اقرأ النبرات ومالا تقوله الالسن وتجاهر به الاعين ، صرت احدد الافعال واعلم من ورائها بمجريات بسيطه اراقبها دون ان اظهر .. فالصمت في هذه الاحوال فضيلة.

كل ماحدث ويحدث اسجله في مدونتي ، واعلم تمام العلم انني سأقوله في يوم ما.. كشاهد على المرحله.. وحينها سيصدم الكثيرون بهول الكوارث البشريه التي تعيش حولنا .

سالزم حينها كل مايمكن من حياد .. حتى انصف المرحله لتقدم لاجيال قادمه دون رتوش.. وكم ادعوا الله ان يمكنني من ذلك.


رسالة الى البعض... التاريخ لن يرحم احد.. فلا يغرنكم الصوت العالي... ولا تستهينوا بالصامتين.