مدينة المدن مودية

لا أخفيكم سراً فقد هام قلبي بهذه المدينة، فمودية لا يسكنها المرء إلا وتطمئن لها نفسه، فيألفها وتألفه، فإذا غادرها تظل نفسه تهفو لها، وتظل معالمها عالقة في الذاكرة، فهناك ميدان التحرير، وذكريات التجمعات الرياضية لمشاهدة مباريات كأس العالم، وبطولات الأندية، ويدعوك ملعب جمال الذي يحتضن مباريات الدوريات المحلية، فتجد أبناء مودية قد اجتمعوا فيه يدعوهم لذلك العشق الرياضي لمشاهدة السحر الرياضي، ونادي فحمان، وبريد مودية الجديد، والجلسات الظريفة والجميلة على دكة مسجد قبأ مع العم صالح الضيف، وسالم مهدي، وعرمان، والحكيمي، والدكتور جمال موقيه،والعم الخضر سليمان، ووجدي القمادي، فما أجملها من جلسات وما أطيبها من أماكن وما أطيبها من مدينة، وما أطيب أهلها!!!


  مودية هي المدينة والريف معاً، فعندما تتوغل فيها تجد المدنية حاضرة، فهناك مودية مول، وقشاش مول، ومحلات متناثرة هنا وهناك، فهناك سوق الذهب، وسوق للبز أكثر مرتاديه من النساء، تطوف فيه وكأنك في شارع من شوارع كريتر، وهناك سوق للحبوب، وسوق للخضار، وآخر للأسماك، وسوق العسل، وسوق الأغنام، وإذا خرجت من المدينة قليلاً وجدت الريف بكل تقسيماته وبكل ملامحه، فهناك مزارع البرتقال والمانجا، والخضار بمختلف أنواعها.


   مودية هي بلدة الشعراء والفن والفنانين، فمن منا لم يسمع لأبو حمحمة، وأبو حمدي، وغيرهما من فطاحلة الشعر الشعبي، ومن منا لم يسمع للميسري وهو يترنم بصوته العذب، واعم منصور وامروح البلد، وفلاحة فوق السوم وغيرها من روائع الميسري، ومن منا لم يستمع لقشور، وفرقة مودية وهي تتحفنا بأجمل ما عندها، ومن منا لم يستمع في الجانب الكوميدي لقفشات المبدع ناصر العنبري، ألم نقل إن مودية مدينة الفن والفنانين.


 مودية بلدة القادة والسياسيين، علي ناصر، وهيثم، وعائلة الميسري، وعائلة عشال، والعاقل، ومحمد ناصر والحسني، فلا أستطيع الإحاطة بسياسيي مودية.


   وعن إعلامييها فكبيرها في هذا الجانب باعزب، ومن منا لم يسمع عن الإعلامي والإذاعي البارز المرحوم عبدالله عنبر، ومن منا لم يقرأ للعلهي، وإدريس، والجعدني، والقيناشي، ومقط، وغيرهم الكثير، فكم أنت كبيرة يا مودية، وكم أنت طيبة، فأنت بلدة طيبة، وأهلها طيبون.  


   مودية بلدة الرياضة والرياضيين، فهي تحتضن نادي فحمان أحد فرق الدرجة الأولى، فمن لم يستمتع بنجومها الكبار، داؤود عبدالله، وخالد هيثم، والشلن، والحداد، وغيرهم كثير، كثيرة العطاء أنت يا مودية، فنتمنى أن تجمعنا الأيام فيك يا مدينة المدنية والريف. 


   مودية الخضرة، والزراعة، والفن، والنضال، والسياسة، هذه هي مودية ساحرة المحبين، وملهمة الشعراء والمبدعين.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...