هنا أبين .. هنا أبوبكر حسين سالم

أنور الصوفي

ليس كل من تبوأ منصباً نجح في منصبه، فالقيادة لها رجالها، ولها فنونها، وقد يجعلك هذا المنصب رمزاً، وقد يجرك على منخريك، ويجعلك مسبة لمرحلة من المراحل، وفي محافظتنا الحبيبة التي توالى على حكمها مجموعة من المحافظين، منهم من كان من داخل المحافظة، ومنهم من كان من خارجها، منهم من نجح، وجعل منها قبلةً للزائرين، ومنهم من فشل في قيادتها، فنهب كل ما فيها، أبقارها، وسمادها، وجعل من كل أصولها خردةً تباع لصالحه، ومنهم من لم ينجح، ولكنه لم يفشل، لأنه مر بمرحلة صعبة، ولم تسمح له الظروف بالعمل فيها، ومن بين كل أولئك الناجحين يبرز وبقوة اسم محافظ عاش في فترة يحكم فيها النظام أكثر من حكم الشخص، فكل شيء في البلاد يمر وفق القانون، هذا المحافظ هو رمز من رموز هذه المحافظة، إنه بطلها محمد علي أحمد الذي ارتبط اسمه بهذه المحافظة، فبناها في فترة الثمانينات.


محافظة أبين محافظة طيبة، طيبة المنبة، أصيلة، قوية، صلبة، فهي منجم الرجال، والقادة ، والرؤساء، والزعماء، قبل عامين جاء فارسها، ونمرها أبوبكر حسين سالم، ليكون محافظاً لها، جاء إليها وكل ما فيها كان مبعثراً، ومنعثراً، ومكركباً، فأبناؤها نازحون، ومبانيها مدمرة، ومرافقها محتلة، ومخربة، والحياة فيها شبه معدومة، بل ومختلة، كانت عاصمتها بمثابة مدينة أشباح، الخوف يطوفها ليلاً، والوحشة تتجول فيها نهاراً، فأول ما جاء إليها كمحافظ لها، نصب خيمته فيها، وجعلها مسكنه، فلم يبرحها، فمن أراد المحافظ فعليه القدوم إلى محافظها في عاصمتها، وأبلغ كل المسؤولين فيها لمباشرة أعمالهم بين دوائرها، فأمن المواطن، فعادت الحياة شيئاً فشيئاً، وترتب الوضع فيها، وعاد السكان إليها، ودبت الحياة فيها من جديد.


مرت الأيام وكلما مر يوم قلنا سيتعب هذا الرجل، ولكن هذا الرجل، كلما مر يوم اشتد عوده، وقوي عزمه، فكان يحدث أبناء محافظته عن المستقبل المشرق لمحافظته، فقلنا لعله يسليهم، لينسوا تلك الأيام البائسة التي عاشوها خارج ديارهم، ولكن هذا الرجل كان يتحدث وفق رؤية مستقبلية، لا يراها إلا ذوو البصر والبصيرة، فأسس لمحافظة عصرية، واهتم بالخدمات فيها، وجعل العلم هدفه الأسمى، فاطمأن المواطن في محافظته.


هنا أبين، هنا الجامعة، والكهرباء، والمستشفى، والمرافق الحكومية، هنا الحياة العصرية، هنا الزراعة، هنا القطن، هنا المصانع، هنا الموانئ.


قالها محافظ محافظة أبين اللواء أبوبكر حسين سالم، لم يقلها بلسانه، ولكنه قالها بإنجازاته، ومشاريعه الناجحة، فيا له من رجل صنديد عمل في ظرف صعب، شديد الصعوبة، ولكنه نجح نجاحاً منقطع النظير.


أبوبكر حسين سالم محافظ ناجح، ورمز من رموز هذه المحافظة، عمل، وصبر، واجتهد، وطرق كل أبواب التنمية، وبناءً على كل ما ذكرنا، توجب على الجميع مساعدته، فعلى القيادة السياسية أن تعطيه الوقت الكافي، والدعم اللازم، لأنه قد شرع في النجاح، وعلى المسؤولين في المحافظة مؤازرته، ومضاعفة الجهود لتخرج أبين من بين ركام الحرب، وقد بدأت تتجمل، وتتزين في عهد هذا المحافظ، وعلى كل مواطن فيها العمل لرسم ملامح الجمال في أبين، ولو بالمشاركة في نظافتها، وترتيبها، وعلى الأقلام الشريفة الاصطفاف خلف هذا المحافظ الناجح، وستعالج أبين من كل مشاكلها، فهل من مستجيب، فهنا أبين، فلقد دقت ساعة العمل.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...