سيئون ضربة معلم .. ولكن لمن؟

انور الصوفي

بعد الدعوة لانعقاد جلسة نواب الشعب في مدينة سيئون، تململ كل المتمردين، وأصابهم الذعر، فتداخلت عليهم المفردات، وحركوا كل سلاحفهم، ولكنها لم تجدِ من اجتماع سيئون شيئاً، فالضربة محكمة، والضربة ضربة معلم.


سيعقد مجلس النواب جلسته بمشيئة الله، وسيجلس ممثلو الشعب، لمناقشة ما تمر به البلاد، ممثلو مجلس النواب هم خليط من المؤتمر والإصلاح كأكبر مكونين على الساحة السياسية التي كونها صالح لصالحه، وقليل من الأحزاب الأخرى، ومن المستقلين، فمن المتعارف عليه أن الإصلاح ولد من رحم المؤتمر، وهذا باعتراف شيخ الإصلاح الشيخ الأحمر الكبير، الذي كان على رأس حزب الإصلاح، ولكنه الداعم لرأس المؤتمر ليظل رئيساً لليمن دون سواه، حتى وإن كان مرشحه من حزب الإصلاح، فهو صاحب المقولة الشهيرة: ((جني تعرفه خير من أنسي ما تعرفه))، وهذا الخليط من سياسيي صالح سيلعبون اليوم لعبة الحياة أو الموت في سيئون، فالهوى المؤتمري مع صالح، وما تبقى من ريحة المرحوم صالح، والعشق الإصلاحي للأفندم الأحمر.


اليوم هادي يحارب بسلاح قد ينفجر في وجهه، فمن سيحارب مع هادي من المؤتمريين المخلصين له، هم قليلون، فهل نسق هادي مع الجميع لتكون الضربة محكمة وقاضية لجميع الخصوم، أم أن الدعوة جاءت مستعجلة، وهل ستكون في غير صالح هادي، ولصالح أحبة صالح؟


اليوم النواب في سيئون، والحكومة في سيئون، والرئيس في سيئون، والقادة في سيئون، الكل اليوم في سيئون، فهل ستكون هذه هي الضربة القاضية التي سيوجهها هادي للخصوم، أم أنه سينقلب السحر عليه؟


لا شك أن الجميع في رأسه هاجس سيعزف عليه، حتى أن الخصوم سيعزفون على بعض النواب لتحقيق مصالح ومكاسب معينة، لهذا توجب على الرئيس هادي الاستفادة من خبرات مستشاريه الذين لهم خبرة، ودراية بما يدور في الداخل والخارج، وعليه التنبه لكل خطوة يخطوها، فالمؤامرات لإبعاده من السلطة كبيرة وكبيرة جداً، فالكثير من القوى لا تحبذ بقاءه في السلطة، لأنه يقف عائقاً في طريق مشاريعها الصغيرة، ولأنه يسعى لبناء يمن جديد، وبمواصفات جديدة، لا مكان فيه للمشيخات، ولا للمناطقية، ولا للمركزية المقيتة، ولا للسلالية، ولا مكان فيه للعب بأية أوراق أخرى، ولهذا توجب عليه العمل بحكمة، ودهاء، وهذا هو صنيعه، ولكن اليوم كل اللئام سيعملون بمكرهم لتحقيق ما يسعون إليه، للعب بجميع أوراقهم، وبالتحديد من سيئون، ومن مقر اجتماع النواب، فاجتماع النواب في سيئون ضربة معلم، ولكن لمن؟

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...