الائتلاف الوطني الجنوبي من أجل جنوب يتسع لكل أبناءه

خرج الائتلاف الوطني الجنوبي من رحم النضال السلمي،وانبثقت مبادئة من رؤى وقناعات القوى والمكونات السياسية الجنوبية الحيَّة، مستوحيًا  أهدافه من آمال الجنوبيين وتطلعاتهم، إلى غدِِ مشرقِِ يسوده العدل، والحرية، والمساواة،

شاركت في صياغتها أحزاب،ومكونات سياسية، وقوى وطنية مستقلة فاعلة،لها حضورها الشعبي الواسع، وقواعدها الجماهيرية العريضة، ومواقفها المبدئية الثابتة، وإسهاماتها الوطنية المتميزة،وتجاربها السياسية الناضجة،في مختلف المراحل، والمنعطفات الوطنية، التي شهدها  الجنوب خاصة، واليمن عامة، لذا بادرت هذه القوى  السياسية المنضوية تحت مظلة الائتلاف الوطني الجنوبي،بهذا المشروع السياسي، لتوحيد الجهود، وتنسيق المواقف، تجسيدًا لمبدأ الشراكة، وقبول الآخر، والعمل الوطني المشترك، تحت مظلة جنوبية واحدة،لتحقيق كل الأهداف والغايات الوطنية المشتركة التي يتطلع لها أبناء الجنوب بمختلف إنتمائتهم الجغرافية، وتوجهاتهم السياسية ، وخلفياتهم الفكرية، والايدلوجية، آخذة بعين الاعتبار الواقع السياسي المعقد، الذي تمر به اليمن عامة،نتيجة لانقلاب المليشيات الحوثية على السلطة الشرعية، وما ترتب عليه من تدمير لمؤسسات الدولة، وإيمانًا منها أن المشروع السياسي الناضج هو الذي يقوم على قراءة الواقع، قراءةً فاحصةً عميقة، تتعاطى تعاطيًا إيجابيًا، ومسؤولًا مع  إفرازات المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد على مختلف الصُعد العسكرية، والسياسية، والاقتصادية، وتداعياتها الإقليمية والدولية.

لذا رأى الائتلاف الوطني الجنوبي، أن يرسم محددات مشروعه السياسي،وتحديد أهدافه، وفقًا للمعطيات التي فرضها الواقع،بعيدًا عن المزايدات السياسية، أو الكذب على الجماهير وتضليلها.


لذا قسَّم الائتلاف الوطني الجنوبي،أهدافه على مرحلتين،باعتبار المرحلة الأولى هي الأرضية التي سيقام عليها بناء المرحلة   الأخرى، وهي كالآتي :


أولًا- دعم ومساندة الائتلاف الوطني الجنوبي، للشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ، والتحالف العربي، إلى جانب كل القوى الوطنية الحية ،التي تؤمن بالعمل السياسي السلمي، والتعدد الديمقراطي، والتداول السلمي للسلطة، وترفض  العنف، والإرهاب، بكل أشكاله وصوره، حتى إنتهاء معركة  استعادة الدولة،من قبضة المليشيات الانقلابية . 


ثانيًا- سيعمل الائتلاف الوطني الجنوبي مع  

 كل القوى الجنوبية،التي تؤمن بمبادئ الديمقراطية، والتعددية السياسية،الملتزمة بالقيم الوطنية الجامعة والعدالة، ورفض كافة أشكال العصبوية، والمناطقية ،من أجل حل القضية الجنوبية،حلًا عادلًا يلبي تطلعات وآمال أبناء الجنوب ،مؤكدًا إنه ليس الوحيد في الساحة الجنوبية ،ولا يدعي وصايته على القضية الجنوبية.

مؤكدًا على إن الإرادة الشعبية الجنوبية هي منطلق نضاله السياسي،وهي وحدها من يحدد مساره، ولن يكون الائتلاف الوطني الجنوبي إلا جزءًا من هذه الإرادة،مؤكدًا سعيه الجاد لتحقيق الإرادة الشعبية ،موكدًا في الوقت نفسها رفضه تزوير هذه الإرادة،أو العبث بها،أو اخضاعها لأهواء النخب السياسية،أو مصالحها الشخصية.

لذا يرى الائتلاف الوطني الجنوبي إن الإرادة الشعبية هي الحكم،والموجه للقوى السياسية،وليس القوى السياسية هي من تتحكم بها، أو توجهها، وإن تكون برامج وأهداف القوى السياسية معبرة تعبيرًا صادقًا عن هذه الإرادة.

  مؤكدًا تمسكه، بمواصلة النضال السلمي،لتحقيق كل الاستحقاقات الجنوبية،التي أقرَّها مؤتمر الحوار الوطني، والتي نصت على المناصفة في التمثيل الوظيفي في مختلف مناصب الدولة ،بين الشمال والجنوب،بنسبة50% لكل منهما. والمشاركة في السلطة والثروة 

مؤكدًا في الوقت نفسه رفضه محاولات فرض الوصاية،على القضية الجنوبية،من قبل أي مكون،أو فصيل سياسي، وتسويق نفسه ممثلًا وحيدًا للقضية الجنوبية .

كما يؤكد الائتلاف الوطني الجنوبي حرصه على ترسيخ عرى الشراكة مع كل القوى السياسية في الساحة الجنوبية،وانفتاحه عليها دون استثناء،سوى بالتحالف معها،انطلاقًا من إيمانه بأهمية الشراكة،لضمان جنوب خالِِ من الصراعات،ودورات العنف المسلح، والإقصاء، والتهميش، أو الانفراد بقراره السياسي،من قبل مكون، أوحزب سياسي، أو منطقة، أوقبيلة، لأن الشراكة هي رافعة الاستقرار، والضمانة الوحيدة لجنوب يتسع لكل أبنائه، على أساس المواطنة المتساوية التي تضمن مشاركة الجميع، وفقًا للتمثيل الجغرافي والسكاني بين المحافظات الجنوبية .

مقالات الكاتب

خازوق هادي

ضحت الرياض بالشرعية، والقرارات الدولية المتعلقة بها، في أول موعد غرامي مع الحوثيين تزامنًا مع موسم ا...