ولكنها تظل أبين ولو عوت الكلبة، ونهقت الأتان

انور الصوفي

أبين هي مصنع الرجال، وهي ساعد الجنوب، وقبضة اليمن، هي المدد، والقوة، وهي القلب الكبير، وهي الصخرة التي تحطمت عليها أحلام الطامعين، أبين منجم الرجال، والفرسان، والشجعان، فلو أردت أن تخوض حرباً فعليك برجال أبين، وإن أردت أن تصنع دولة فمالها إلا أبين، لو تجاوزت أبين ستظل تراوح في نقطة الصفر.


أبين هي أخت الضالع، ولحج، وشبوة وحضرموت، والمهرة، وسقطرى، هي توأم عدن، فاسمها قد اقترن بعدن منذ قديم الزمان، فعدن وأبين شيء واحد، فلو بكت عين إحدى هذه المحافظات، دمعت عين أبين، ولو أصاب إحداهن مكروه انتفضت أبين، فأبين هي قلب الجنوب، وفؤاد اليمن، هي بلدة الصماصيم، والدهاة، والقادة، والزعماء، والرؤساء، هي محافظة الشهداء، والجرحى، فابحث لي عن بيت فيها لايوجد فيه شهيد، أو جريح، سم لي مديرية فيها لم يكن لها شرف التضحية لأجل الجنوب، بل اليمن كله.


أبين هي موطن سالمين، وهادي، وناصر وعشال، والميسري، وعلي شيخ، ومحمد علي، وهيثم، وأبوبكر حسين، ورجب، والوحيشي، وعلي ناصر هادي، والزامكي، والقفيش والحسني، والسيد، وناصر منصور، والفضلي، والسقاف، والزربة، والسعيدي، والعاقل، وعرب، هي كوكبة من الهامات، هذه هي أبين، فلو بسطت كتاباً لأسطر لرجالها ما أحصيتهم عدداً، ويأتي لك واحد نكرة ويحاول النيل من أبين ورجالات أبين، فأنى له ذلك؟


أبين إن لم تكن موجودة في مرحلة من المراحل خارت تلك المرحلة وسقطت، فأبين لها الباع الطويل في كل مرحلة من مراحل النضال، فبها تتقوى العزائم، وأمامها تخور قوى العدو، هذه هي أبين، ويأتي لك واحد نكرة، ويحاول الانبطاح تحت أقدام الأبينيين ظاناً أنه سيعيق تقدمهم، فتدوسه تلك الأقدام، ظناً منها أنه زبالة رميت في الطريق.


أبين هي بوابة النصر، وبوابة السلام، وبوابة الخير، هي مجمع الحب لكل اليمنيين، فلا تجد يمنياً شريفاً إلا وقلبه يمتلئ حباً لأبين، وأهلها الطيبين.


أبين هي رأس الحربة، وهي سيف اليمن، وهي القوة الضاربة، هي الخوف في قلوب المتربصين بالجنوب، واليمن، هي القلب الكبير الذي يحنو على كل اليمنيين، وهي القوة والقيادة، فلا تجد شيئاً له رأس في الخير إلا وأبين رأسه، فهي رأس البلاد منذ الاستقلال حتى اليوم، ويأتي لك واحد نكرة، فيحاول لملمت قاذوراته ليرميها في طريق الأبينيين، فيسكبوها فوق رأسه، ويحشوها في فيه، ومنخريه.


هذه أبين فلا تقتربوا من تاريخها، ورجالاتها، وإلا بلغت منكم القلوب الحناجر، خوفاً وهلعاً، فتحية من أبين لكل شرفاء الجنوب في حضرموت، والضالع، والمهرة، ولحج، وشبوة، وعدن، وسقطرى، وتحية موصولة لليمنيين كافة.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...