أمين عام الإنقاذ يكشف الأهداف التي تقف خلف تشكيل المجلس

(كريتر سكاي)خاص:

كشف الأمين العام لمجلس الإنقاذ الجنوبي، أزال عمر الجاوي، الهدف من تأسيس المجلس.

وأوضح الجاوي، في مقابلة جاءت بعد شهر من تأسيس المجلس، أن الهدف يتمثل في إيقاف الحرب ورفض التواجد الأجنبي، وفك الحصار والعمل لإيجاد رافعة وطنية تحقق تلك الأهداف.


نص الحوار

احمد عبدالله - الأخبار

 تعجّ الساحة الجنوبية بالمكوّنات السياسية، ما الهدف من تأسيس «مجلس الإنقاذ»؟ وما الإضافة التي يمكن أن يحقّقها؟

- لأن الساحة الجنوبية كذلك، كان لزاماً على المكوّنات والشخصيات التي ترفض التواجد الأجنبي، وتسعى إلى إيقاف الحرب ورفع الحصار، البناء على تلك المشتركات لإيجاد رافعة وطنية موحّدة توحّد الجهود من أجل تحقيق الأهداف، بعد تشرذم دام خمسة أعوام تقريباً، أعطى الاحتلال فرصة العبث والاستفراد بكلّ القوى الرافضة لوجوده في بلادنا. لهذا، نحن نعتقد أن مجلس الإنقاذ الوطني ليس إضافة، وإنما وعاء جامع لمكوّنات وشخصيات موجودة ولها دور في الواقع.


 في ظلّ وقوع جنوب اليمن تحت نفوذ السعودية والإمارات، يبدو عمل «مجلس الإنقاذ» في هذه الساحة محفوفاً بالصعوبات والمخاطر. كيف ترون ذلك؟

- اليمن عموماً واقع تحت النفوذ الخليجي منذ عقود. لكن، ومنذ بدأت عمليات «عاصفة الحزم»، أصبح الجنوب تحت الاحتلال وليس النفوذ فقط، وهذا ما جعل الصورة أوضح، وأيضاً الرفض والمقاومة أسهل كما نعتقد. أما عن المستقبل المحفوف بالمخاطر الذي سيواجهه مجلس الإنقاذ، فأحبّ أن أخبركم أنه منذ أول يوم لم يكن طريقنا مفروشاً بالورود، ومَن حَضَر يوم إشهار المجلس في المهرة يعرف حجم المخاطر التي واجهناها، وحجم التحدّي الذي قابلنا به الاحتلال السعودي، وكيف فرضنا إرادتنا فرضاً، وغير ذلك من المحطّات والمنعطفات. ومنذ اليوم الأول والمؤسسون عازمون على الصمود والتحدّي والتضحية حتى تحرير الوطن، وهذا هو هدفنا الأساس وأولويتنا.


 ما هي الوسائل التي ستواجهون بها قوات الاحتلال السعودي - الإماراتي كما تصفونها؟ 

- يتناسى الجميع أننا شعب صاحب تجارب في هزيمة المحتل، على رغم أن الجيل الذي ركّع الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ما زال بين ظهرانينا حيّاً يُرزق، والتجربة طريّة، وكذلك تجاربنا في الاحتجاجات السلمية؛ فنحن من سبق «الربيع العربي»، وأيضاً نحن أصحاب النَّفَس الأطول، فإذا كانت الاحتجاجات في دول «الربيع» قد استمرّت لأيام وأشهر فنحن لسنين. أيضاً، لنا تجارب يومية الآن في تحجيم المحتل وإفشال مشاريعه، كما هو حاصل في المهرة اليوم. هذا من جانب. ومن جانب آخر، نحن خضنا المعركة الأصعب خلال الأربع سنوات الماضية من دون أيّ إمكانات، وانتصرنا فيها، وهي معركة الوعي، فقد استطاع الاحتلال أن يوهم الناس من خلال آلته الإعلامية الضحمة ومطابخه أنه جاء لمصلحتهم، فيما كانت إمكاناتنا صفرية وعملنا مبعثراً، ومع ذلك انتصرنا في هذه المعركة، وأصبحت غالبية شعبنا اليوم تدرك أن «التحالف» احتلال، ويجب طرده من بلادنا، وهذا هو الشيء الأهم والجوهري لأيّ مقاومة، أي التأييد الشعبي، ومن خلال هذا تصبح كلّ وسائلنا مفتوحة ومتعدّدة، في حين تتقلّص يومياً خيارات الاحتلال وإمكاناته.


 شكّلت المحافظات الشرقية منطلقاً لـ«مجلس الإنقاذ»، هل تتطلّعون إلى السيطرة على تلك المحافظات وإعلان سلطة موازية لسلطات «الشرعية» و«الانتقالي» و«أنصار الله»؟

نحن لا نسعى إلى تعقيد المشهد السياسي أكثر مما هو عليه اليوم، ونريد أن نكون جزءاً من الحلّ وليس إضافة إلى المشكلة. كما أن أحد أهمّ أهدافنا هو عدم فرض أيّ مشروع سياسي بقوة السلاح، على اعتبار أن الشعب هو صاحب السلطة ومصدرها. لذا، فإن أيّ مشروع سياسي يجب أن يمرّ عبر الشعب بالطرق الشرعية المتعارف عليها مثل الانتخابات والاستفتاءات أو إجماع كلّ القوى الوطنية. كما أننا واضحون في أن تحرير الوطن ليس خاصاً بالمحافظات الشرقية، وإنما كلّ الجنوب وكلّ ذرة تراب فيه من أقصاه إلى أقصاه، بل وتحرير الأراضي المحتلة التي تقع في الشمال أيضاً. ندرك جيداً أن زمان تسلّط الفرد أو المكوّن أو الجماعة أو المنطقة على السلطة والدولة قد انتهى وأصبح غير ممكن عملياً، ونعرف يقيناً أيضاً أن تقسيم البلاد إلى كانتونات متنازِعة مرفوض، ولن ينجح، ولن نسمح له بأن ينجح، فكيف لنا بعد ذلك أن نساهم فيه في إطار المحافظات الشرقية؟! مستحيل طبعاً.


 قلتم إنكم تقفون على المسافة نفسها من كلّ الفرقاء المحليين، كيف يمكنكم ترجمة ذلك في الواقع في ظلّ الانقسامات الشديدة والصراعات الدائرة في اليمن؟

- نعرف أن الموضوع ليس باليسير، لكنه ليس بالمستحيل، خاصة في اليمن، بل إن الواقع في بعض الأحيان يسوق مصادفات عجيبة. فقبل أسابيع على سبيل المثال، جاء شخص من مناصري «الانتقالي» لزيارتي في مسقط، ودَعَوْته إلى الغداء، وبالصدفة كانت هناك مجموعة من قيادة حزب «الإصلاح»، فتغدّينا معاً. بعدها، كنت مع إخوان من حركة «أنصار الله»، وفي المساء ختمت ذلك اليوم مع أحد وزراء «الشرعية». بالنسبة إلينا كيمنيين، هذا يحدث بشكل يومي، ولذا نحن مؤمنون بأنه لو انتهى التدخل الأجنبي والاحتلال لاستطعنا أن نجد حلولاً لأزماتنا بسهولة، ولذا أيضاً اخترنا أن نكون على مسافة واحدة من الجميع لعلّنا ننجز ما لم ينجزه البريطاني مارتن جريفيث.


 هل ثمة دعم خارجي لكم من قِبَل أطراف إقليمية أو دولية؟ وما طبيعة علاقتكم بمحور المقاومة؟

معظم أعضاء المجلس يميلون في الوقت الحالي إلى الانكفاء على الذات، ومحاولة حلّ مشاكلنا الداخلية بعيداً عن دول المحيط، خوفاً من الانزلاق في حروب بالوكالة، وجعل بلادنا ساحة معركة. ومع هذا، نحن لم نغلق باب التعاون مع الدول التي يمكن أن تدعمنا في المستقبل، بعد أن تتوفر بعض الشروط الذاتية التي ستُجنّبنا التبعية المطلقة وحروب الوكالة، وتدخل في ذلك أيضاً العلاقة مع دول محور المقاومة في المستقبل. بصفة شخصية، لا أخفي أنني روحياً ووجدانياً وبالفطرة والنشأة أميل كلّ الميل إلى محور المقاومة، إلا أنني أتفق أيضاً مع رأي الغالبية في الحياد، خلال هذه المرحلة على الأقلّ.