بيان نعي

(كريتر سكاي):خاص

 

((مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))
_________

بقلوب مكلومة و نفوس حزينة و صدور عامرة بالإيمان، تنعي رابطة جرحى تعز استشهاد أمينها العام نشوان الحيدري ، الذي ارتقت روحه صباح اليوم متأثرا بجراحه البليغة التي أصيب بها في أماكن متعددة من جسده أثناء التصدي لمليشيات الحوثي الإجرامية والدفاع عن تعز، حيث قام الشهيد بعدة عمليات جراحية طوال الفترة الماضية ، كان أخرها قبل أقل من اسبوعين وترافقت مضاعفاتها مع الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

إن رابطة الجرحى وهي تنعي استشهاد بطلها الجسور وقائدها الأمين الشهيد نشوان الحيدري، فإنها تؤكد أن خسارة أمثاله لا تخص الرابطة و لا المحافظة و إنما تعد خسارة وطنية بكل المقاييس ولا يمكن تعويضها بسهولة ، حيث جسد الشهيد حالة بطولية استثنائية في ثنائية الدفاع عن مدينة تعز وعن حقوق الجرحى، مسخرا كل وقته و جهده في سبيل انتصار المشروع الوطني وتحرير الوطن من الإمامة الرجعية وإنهاء الانقلاب الذي أحال حياة اليمنيين إلى مآسي ونكبات.

لقد مُنيت محافظة تعز بخسارة الحيدري واحد من الرجال الشجعان ، والأبطال المثابرين ، الذين نذروا وقتهم للنضال ، وكرسوا حياتهم لخدمة المجتمع ، وحملوا مشاعل النور ، في هذه المراحلة المظلمة والصعبة من تاريخ تعز واليمن .

وقد كان الشهيد نشوان الحيدري من أوائل من هبّوا للدفاع عن الهوية والعزة و الكرامة وعن محافظة تعز و أبنائها على وجه التحديد ضد المشروع الكهنوتي السلالي، ولم يتوقف رغم الإصابات والجروح التي أثخنت جسده في ساحات الشرف و البطولة و هي الجراح التي  لم تندمل حتى لحق بربه يومنا هذا شهيدا.

كما كان رحمة الله عليه من الثلة الباسلة التي شكلت نضالات المقاومة الشعبية في بداية انطلاقتها ، ومن الرواد الاوائل الذين تحملوا المشاق ولم يستسلموا للصعاب والاخفاقات القاسية. فقد كان الشهيد الجريح ممن أسهموا في أولى هجمات المقاومة الشعبية بالخطوط المتقدمة للذود عن تعز، وتعرض للأسر والاعتقال بعد التصدي لأحد أرتال المليشيات الحوثية ، وفي الفترة التي قضاها في سجون المليشيات تعرض لأشد أنواع وأساليب التعذيب الاجرامية التي أدت إلى بتر إحدى قدميه والتسبب له بجروح وأمراض دائمه.

وإثر مغادرته معتقل المليشيات الحوثية خرج الشهيد الحيدري أكثر صلابة وعزما واتجه لاستكمال نضاله الوطني، والتوعية بضرورة الانتصار للجمهورية واستعادة الوطن من أيادي قوى الظلام الإمامية، فكان من أبرز قادة الجيش الوطني في الجبهة الشمالية، وعميدا لجرحى المحافظة الذين خاض معهم كفاحا طويلا للتعبير عن قضيتهم وانتزاع حقوقهم.

إن رابطة جرحى تعز وهي تنعي أمينها العام وشهيدها العظيم، لا تنسى أن تتقدم بالعزاء الخاص لأسرته وعائلته الكريمة ولزوجته الفاضلة المحتسبة وكل أقاربه ومحبيه، سائلين الله أن يتغمده بالرحمة والمغفرة وأن يلهمهم الصبر والسلوان. 

انا لله وانا اليه راجعون

وانا على الدرب سائرون

صادر عن رابطة جرحى تعز
الخميس 2 يوليو 2020